رؤيا

كيف أعرف الرؤيا الصادقة من الرؤيا الكاذبة؟

كيف أعرف الرؤيا الصادقة من الرؤيا الكاذبة

كيف اعرف الرؤيا الصادقة من الرؤيا الكاذبة؟

حدَّثنا الإمام الصَّادق عن الحكمة من وجود الرؤى الصادقة والرؤى الكاذبة، وذلك في خطابه إلى تلميذه توحيد المفضل، فيقول الإمام الصادق ما نصّه: “فكِّر يا مفضل في الأحلام كيف دُبّر الأمر فيها، فخرج صادقها بكاذبها.

فإنّها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلّهم أنبياء، ولو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة. بل كانت فضلاً لا معنى له. فصارت تصدق أحياناً فينتفع بها الناس في مصلحة يُهتدى إليها أو مضرّة يتحذر منها، وتكذب كثيراً لئلا يُعتَمدَ عليها كل الاعتماد!”.

ورد في الحديث الشريف قوله ﷺ “الرُّؤيا الحسنةُ من الرَّجلِ الصَّالحِ جزءٌ من ستَّةٍ وأربعين جزءًا من النُّبوَّةِ” رواه أنس بن مالك وجاء في صحيح ابن ماجة، وجاء عند غيره “جُزءٌ مِنْ سَبعين”.

وقوله ﷺ “إذَا اقتَربَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الُمؤْمن تَكذبُ، وَرُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ منْ ستَّةٍ وَأرْبَعيَنَ جُزْءًا مِنَ النُبُوةِ” رواه أبو هريرة وجاء في صحيح البخاري.

وقال أبو سعيد الواعظ في تفسيره “الرؤيا الصالحة جزء من النبوة” كما نقل عنه ابن سيرين في منتخب الكلام؛ أن من الأنبياء عليهم السلام مَنْ جاءهم الوحي في الرؤيا.

وأما من جاءهم الوحي في اليقظة ورأوا ملك الوحي عليه السلام فهم الرُّسل، وهذا من الفروق الجوهرية بين النبي والرَّسول.

أن النبي يوحى إليه بالرؤيا، وأما من كان الوحي له على لسان الملك في اليقظة فهو رسول، ولذلك فالرؤيا الصالحة الصادقة كانت جزءاً من أجزاء النبوة.

وفُسِّر قول الرسول محمد ﷺ “رُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ منْ ستَّةٍ وَأرْبَعيَنَ جُزْءًا مِنَ النُبُوةِ” أن الوحي كان يأتيه ﷺ في الرؤيا قبل أن يأتيه في اليقظة.

وذلك لمدّةٍ تساوي جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من حياة الرسول ﷺ بعد الوحي.

هل الرؤيا الصادقة للأنبياء فقط دون عن باقي البشر؟

وهذا لا يعني بشكلٍ من الأشكال أن أصحاب الرؤى الصادقة والصالحة في يومنا هذا أنبياء أو بمرتبة الأنبياء!.

وذلك أنّ محمداً ﷺ خاتم الأنبياء والرسل ولا نبوة بعده، ولقوله ﷺ ” لا يَبْقى بَعدي منَ النُّبوةِ شيءٌ إلَّا المُبشِّراتُ”.

بل أن تفسير بقاء المبشرات دون النبوة جاء صريحاً في حديث الرسول ﷺ عن أنس ابن مالك رضي الله عنه: “إِنّ الرّسَالَةَ وَالنّبُوّةَ قَدْ انْقَطَعَتْ فَلاَ رَسولَ بَعْدِي وَلاَ نَبيّ‏.‏ قَالَ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَى النّاسِ فَقَالَ‏:‏ لَكِنْ المُبَشّرَاتِ‏.‏ فَقَالُوا يَا رَسُولَ الله وَمَا المُبَشّرَاتُ، قَالَ رُؤْيَا المُسْلِمِ وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النّبُوّةِ‏”.

خلاصة القول؛ أن الرؤيا الصادقة الصالحة للرجل المؤمن جزء من أجزاء النبوَّة في وجهين:

الأول أنّ الأنبياء أوحي إليهم من خلال الرؤى الصالحة الصادقة.

والثاني أن الرسول محمد ﷺ أشار إلى الرؤى كآخر ما يبقى من النبوَّة.

لكن هذا لا يعني بشكلٍ مِن الأشكال أن أصحاب الرؤى الصادقة الصالحة بمقام النبوَّة، لأن في ذلك مخالفة لجوهر الإسلام، ولمبدأ الرسالة الخاتمة.

وحسبنا أن الرسول ﷺ قد ذكر أجزاء أخرى من أجزاء النبوة هي سجايا وخصال محمودة وجديرة بالاتباع.

وذلك في الحديث الذي رواه عبد الله بن سرجس في سنن الترمذي “السَّمْتُ الحَسَنُ والتُّؤَدَةُ والاقتصادُ جزءٌ من أربعةٍ وعشرينَ جُزءًا من النبوةِ”.

علامات الرؤيا الصادقة والصالحة

كيف أعرف الرؤيا الصادقة من الرؤيا الكاذبة

لا نعلم نصاً صريحاً للتمييز بين الرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة وإنما إجتهادات في تأويل الأحاديث التي وردت عن الرؤيا.

وفي هذه الاجتهادات خلاف بين أهل العلم على بعض علامات الرؤيا الصادقة وإتفاق على بعضها:

وقت الرؤيا: حيث قال الرسول ﷺ “أصدقُ الرُّؤيا بالأسحار”. وأشار الإمام الصادق أن الرؤيا الصالحة تكون في الثلث الأخير من الليل.

وقال بعضهم بل الرؤيا الصادقة في القيلولة، وقالوا باستغراق النوم أنى ما كان ذلك.

وقال القادري “الرؤيا الصادقة في سبع شهور من السنة”.

وقالوا أحسن الرؤيا وأصدقها ما يكون في الربيع والصيف، وأضعفها في الخريف والشتاء.

وضوح الرؤيا: ومن أهم سمات الرؤيا الصادقة أنّها واضحة، يراها النائم كأنّها حقيقة أمامه.

متصلة بعضها ببعض ومتسلسلة لا تداخُل فيها مع غيرها من أفكار أو هواجس، مترابطة وفيها رموز واضحة تدور حولها.

إن رواها الرائي كان لها مبتدئ ومنتهى، وفهم السامع منها مآلها وعرف فيها تماسكاً ليس من صفات الأضغاث والتخيّل.

تذكّر الرؤيا: والرؤيا الصادقة تنطبع في الذاكرة بحذافيرها، لا ينساها النائم بعد استيقاظه. بل يقوم من نومه وهو يتذكّرها بوضوحٍ تام، ولا ينساها وإن مرّ عليها وقت.

ولا يقدر العقل على تحويرها كما في الرؤيا الكاذبة.

وذلك أن الرؤى الصادقة رسالة إلى العبد من ربِّه، فإن نسيها ضاعت منفعتها.

فجعل الله الرؤيا راسخة في ذاكرة الرائي حتى يأخذ العبرة منها في البشارة والنذارة.

وقيل لا ينسى الرؤيا الصادقة إلّا من يستخفُّ بها.

اليقين بالرؤيا وشعور الرائي: وتخبر الرؤيا الصادقة عن نفسها عندما يستيقظ النائم.

فيكون داخله شعورٌ قويٌّ حول ما رأى. فيستيقظ مستبشراً للبشارة، أو باكياً للنذارة، نادماً على الزجر، خائفاً من عقاب الله في التحذير.

اقرأ المزيد عن

تفسير رؤية الكلب في المنام

تفسير رؤية السماء في المنام

علامات أخرى للرؤيا الصادقة

وعلى الرائي أن يحذر ههنا من الرؤى الكاذبة التي تكون من الشيطان ويستيقظ منها جزعاً خائفاً.

وليتذكَّر قوله تعالى “إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”.

نفي علامات الرؤيا الكاذبة: وأولها ما أشار له الإمام ابن شاهين الظاهري في قوله أن الرؤيا قد تبطل إن تعلّقت بأمر يشغل بال الرائي وسريرته في يومه.

وكذلك ما ألمح إليه ابن سيرين من بطلان الرؤيا إن تعلقت بالنوم على جوع أو شبع وكانت متعلقة بالأكل، وغيرها من علامات الرؤيا الكاذبة.

تكرار الرؤيا: وهذا ليس شرطاً؛ فقد لا يرى الإنسان الرؤيا نفسها إلّا مرة واحدة وتكون صادقة.

لكن يتكرر عليه الحلم كثيراً وهو أضغاث، بيد أن تكرار الرؤيا إن اجتمعت لها علامات كان أقوى في الدلالة على صدقها. وذلك أن في التكرار حكمة التأكيد، والله أعلم.

طلب الرؤيا من الله: وقال البعض أن طلب الرؤيا من الله للمحتار وللمهموم والمكروب قد يكون من علامات الرؤيا الصادقة.

كما في الاستخارة وفي الاستعداد لطلب علامة لأمرٍ ما، والله أعلم بكل حال.

شروط وأسباب الرؤيا الصادقة

كيف أعرف الرؤيا الصادقة من الرؤيا الكاذبة

الصدق: وصدق الإنسان من أسباب الرؤيا الصادقة لقوله ﷺ “في آخرِ الزَّمانِ لا تَكادُ رؤيا المؤمنِ تَكذِبُ وأصدقُهم رؤيا أصدقُهم حديثًا”.

فالله يختار الصادقين لينذرهم أو يبشرهم. ويقول القادري أن الرائي إن كان صادقاً وكره الكذب من غيره كانت رؤياه صادقة، والعكس بالعكس.

النوم على طهارة: وقد اتفق علماء تعبير الرؤى على أن الطهارة من شروط الرؤيا الصادقة الصالحة.

وشكّك بعضهم بصحة الرؤيا للجنب وللحائض، ولمن نام ووضوؤه منقوض.

النوم على الجانب الأيمن: وهذا ما اتفق عليه ابن سيرين والإمام الصادق. أن النوم على الجانب الأيمن أصح للرائي في رؤية الرؤيا الصادقة.

والنوم على الظهر أو الجنب الأيسر أو البطن يجلب الرؤى الكاذبة وأضغاث الأحلام.

القراءة من القرآن الكريم قبل النوم: وقال الإمام الصادق أن قراءة سورة المزّمل وسورة القدر من أسباب رؤية الرسول ﷺ في المنام ويحمل للرائي بشارة.

وكذلك قراءة المعوذتين وقصار السور وسورة الكهف من أسباب الرؤيا الصادقة.

فيما ذهب بعض أهل العلم للقول أن قراءة ما تيسّر من القرآن الكريم بخشوع من أسباب الرؤيا الصادقة. فلا يفضلنّ المؤمن بعض القرآن على بعض، والله أجل وأعلم.

الاستعاذة والتسبيح والاستغفار: وجميعها من آداب النوم المعروفة، وهي أيضاً من أسباب الرؤيا الصادقة.

دعاء الرؤيا الصادقة: حيث كانت عائشة رضي الله عنها إذا آوت إلى النوم قالت: “اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ رُؤْيا صَالِحَةً، صَادِقَةً غَيْرَ كاذِبَةٍ، نافِعَةً غَيْرَ ضَارَّةٍ”.

وذكر القادري في المقالة الثالثة من كتاب تعبير الرؤيا دعاءً مستحباً للرؤيا الصادقة “اللَّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنْ سَيءِ الْأَحْلَامِ وَأَسْتَجِيرُ بِكَ مِنْ تَلَاعُبِ الشَّيْطَانِ فِي الْيَقَظَةِ وَالْمَنَامِ”.

الرؤيا الصادقة من الله: الجدير بالذكر أنّ الرؤيا الصادقة من الله وحده، يختار كيف ومتى يرسلها إلى عبده.

ولا يصحّ القول أن هناك طريقة ضامنة لرؤية الرؤيا الصادقة الصالحة.

وإنما هذه اجتهادات لا ضرر فيها إن لم تنفع، وهي من آداب النوم العامة.

تطبيق رؤيا لتفسير الأحلام

تستطيع الحصول على تفسير حلمك بكفاءة عالية مع أمهر المفسرين الدارسين

يمكنك تحميل التطبيق من هنا والتواصل مع المفسرين الثقة .

Facebook
WhatsApp
Twitter
Pinterest
Reddit
Telegram
Email
Print

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

All dream interpreters are now available to communicate with them via chat or by calling them.