آداب الرؤي وتفسير الأحلام عديدة يجب على الرائي والمعبر التعرف عليها واتباعها أيضًا، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم تلك الآداب في أكثر من موضع، وقد يرى المرء في منامه ثلاث صور من الأحلام لكل منها معنى محدد وطريقة سرد وتفسير خاصة بها أيضًا، ومن الجدير بالذكر أن تعبير الأحلام من الأمور المختصة بالأنبياء فقط ولا يمكن أن يقوم بها أي شخص دون دراسة متقنة وتحقق دقيق لما ورد عن تأويل الأحلام في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كل ما يخص تفسير الرؤى وآدابها بالتفصيل سوف يتم عرضها فيما يلي عبر موقعنا.
آداب الرؤي وتفسير الأحلام
تختلف آداب الرؤى باختلاف نوع الرؤية أو الحلم الذي يراه الرائي في منامه، وإليكم فيما يلي آداب الرؤي وتفسير الأحلام بصورة شاملة:
- عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره وليستعذ بالله منه فلن يضره) رواه البخاري ومسلم.
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكر لأحد فإنها لا تضره) رواه البخاري.
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثًا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثًا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه) رواه مسلم.
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي قطع قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس) رواه مسلم.
- كل تلك الأحاديث الشريفة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم تشير إلى أن هناك من الأحلام ما يفضل تأويله ومنهم ما لا يحمد تفسيره أيضًا، وأن لكل منام آداب يجب اتباعها عند رؤيته.
آداب الرؤى الصالحة
من الجدير بالذكر أن نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم تحدث بشكل واضح عن آداب تفسير الرؤى الصالحة في مواضع عديدة وإليكم آداب الرؤي وتفسير الأحلام:
- يجب أن يقول المسلم الحمد لله رب العالمين بمجرد رؤية أي رؤى صالحة.
- تعتبر هذه الرؤى الصالحة بمثابة بشرى يرسلها الله عز وجل للرائي تبشره بخير أو تنذره من وقوع شر؛ لذا يجب أن يتفاءل الرائي ويستبشر بها.
- يفضل ألا يحدث الرائي أي شخص بما رآه من رؤى حميدة إلا من يستشعر فيه الود والمحبة.
آداب الأحلام المكروهة
أما فيما يخص آداب الرؤي وتفسير الأحلام المكروهة فإليكم ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص ذلك:
- يجب أن يقول المسلم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن هذا الحلم.
- يقوم الرائي بالتحول عن الجنب الذي كان عليه عندما رأى الحلم.
- أن يتفل الرائي عن يساره ثلاث مرات.
- لا يفضل أن يحدث الرائي أحد عما رآه في الحلم.
- يجب أن يقوم المسلم من النوم ويتوضأ ويصلي لله عز وجل وأن يدعو الله تبارك وتعالى أن يصرف عنه شر ما رأى.
الوقاية من الرؤى غير المحمودة
أما فيما يخص الوقاية من رؤية أي أحلام غير محمودة فإليكم فيما يلي بعض النصائح التي تعينك على ذلك وهي بمثابة آداب الرؤي وتفسير الأحلام أيضًا:
- يفضل أن يتوضأ الشخص قبل النوم مباشرة وينام وهو نظيف الثياب والرائحة والجسد.
- يبدأ النوم على الجانب الأيمن وإذا استيقظ ووجد نفسه على الجانب الأيسر فليتحول عنه إلى الأيمن.
- قراءة آية الكرسي قبل النوم تنجيك من رؤية أي أحلام غير محمودة.
- يقرأ الشخص قبل النوم آخر آيتين من سورة البقرة.
- يجمع الشخص كفيه ويقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين وينفث في كفيه ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده بداية من الرأس حتى القدم.
- يدعو بعض الأدعية التي تحصنه أثناء النوم والتي من أبرزها ما يلي:
- باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.
- اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رهبة ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت.
- باسمك اللهم أموت وأحيا.
- إذا فزع الشخص أثناء نومه فليدعو قائلًا: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
- باتباع آداب الرؤي وتفسير الأحلام هذه التي نصحنا بها النبي صلى الله عليه وسلم نقي أنفسنا من أي أذى بأمر الله ومشيئته.
أنواع الأحلام في الإسلام
قبل التعرف على آداب الرؤي وتفسير الأحلام علينا أن نتطرق إلى أنواع الأحلام في الإسلام لكي نتبع آداب كل منها بشكل صحيح، وإليكم مايخص ذلك فيما يلي:
- الرؤى الحسنة: تعد الرؤى من الأمور المحمودة التي يراها الرائي في منامه والتي تعد بشرى بخير أو تحذير بضرر يقع على الرائي وهي من عند الله تبارك وتعالى.
- الأحلام المكروهة: وهي الأحلام التي يرى فيها الرائي ما يكره رؤيته وتسبب له القلق والحزن وهي من الشيطان يروع به النفس البشرية.
- أضغاث الأحلام: وهي لا تمثل إلا مخاطبة النفس للرائي وقت يقظته ويتم رؤيتها في نومه ولا تأويل لها على الإطلاق.
يمكنك الاستعانة بأشهر مفسري الأحلام والرؤيا، وأخذ المشورة الدقيقة، بعد تحميل تطبيق رؤيا
أقوال العلماء حول الرؤى والأحلام
لقد تحدث علماء الإسلام بشكل مفصل عن الرؤى والأحلام والسمات المحددة لكل نوع منها والتي تتمثل فيما يلي:
- قال العلامة ابن الأثير -رحمة الله عليه- أن: (الرؤيا والحلم عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء، لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن، وغلب الحلم على ما يراه من الشر والقبيح) من مؤلف النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج1 ص 434.
- قال أيضًا الإمام والعلامة ابن الجوزي -رحمة الله عليه- (الرؤيا والحلم بمعنى واحد غير أن النبي صلى الله عليه وسلم خص الخير باسم الرؤيا والشر باسم الحلم) من مؤلف عمدة القاري بدر الدين العيني ج 15 ص 180.
حكم تفسير الأحلام في الإسلام
لقد أباح الإسلام تفسير الأحلام ولكن بعد التأكد من توافر بعض الشروط في المعبر أو مفسر الأحلام وإليكم بعض المعلومات التي تخص ذلك فيما يلي:
- لقد وضع الإسلام آداب تفسير الرؤى والتي يجب أن يلتزم بها المفسر حتى لا يأثم.
- يجب أن يكون المعبر على دراية تامة بتفسير الأحلام وأن يكون دارس لها متقن لما تتضمنه من معانٍ مختلفة.
- قد يصيب المعبر فيما يفسره وقد يخطأ أيضًا فهو غير مطلع على الغيب لأنه لا يعلم الغيب إلا الله عز وجل.
- قال الإمام مالك: لا يعبّر الرؤيا إلا من يحسنها فإن رأى خيرًا أخبر به وإن رأى غير ذلك فليقل خيرًا أو ليصمت.
- عن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه رؤيا فطلب أبو بكر -رضي الله عنه- أن يعبرها فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال أبو بكر -رضي الله عنه- بعد ذلك: بأبي أنت أصبت أم أخطأت قال النبي صلى الله عليه وسلم أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا، قال فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأت، قال: لا تقسم.
- يشير كل هذا إلى أن تفسير الأحلام جائز من البعض ولكن حث الإسلام على ضرورة اتباع آداب الرؤي وتفسير الأحلام.
- لا يوجد أي رأي يحرم تفسير الأحلام، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولم يرد ما يخص ذلك أيضًا في القرآن الكريم.
- لم ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذكر الأحلام وتفسيرها ولكنه أكد على ضرورة اتباع آداب الرؤي وتفسير الأحلام التي وضحها لنا.
تفسير الأحلام سؤال وجواب
بمجرد التطرق إلى الحديث عن آداب الرؤي وتفسير الأحلام يدور بخاطرك بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابتها والتي من أبرزها ما يلي:
هل يجوز تفسير الأحلام السيئة
عندما يرى الشخص رؤيا سيئة فإنه بالضرورة يحتاج إلى شخص متخصص في تفسير الاحلام ليوضح له تفسير حلمه، وإليكم ما يخص آداب تفسير الرؤى:
- لقد نهانا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن طلب تفسير الرؤيا السيئة، وألا نهتم بها أو نتشائم منها.
- عن أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الرؤيا الصالحة من الله والرؤيا السوء من الشيطان فمن رأى رؤيا فكره منها شيئًا فلينفث عن يساره وليتعوذ من الشيطان لا تضره ولا يخبر بها أحداً فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر إلا من يحب) صحيح مسلم.
- يشير هذا الحديث الشريف إلى أننا يجب ألا نروي الحلم السيء على أي شخص حتى لا يتحقق ما به من سوء لنا، ولا يجب التفكير بما جاء فيه حتى لا يؤثر علينا نفسيًا.
- لقد أكد النبي مرات عديدة على عدم ذكر الحلم المكروه لأي شخص ويعد ذلك من آداب الرؤي وتفسير الأحلام.
- لعل أبرز ما يخص ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الرؤيا تقع على ما تعبر فإذا رأى أحدكم رؤيا، فلا يحدث بها إلا ناصحًا، أو عالما) رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
- هذا يعني أن تفسير الرؤيا ربما يتحقق سواء كان صحيح أو خطأ، جيد أو سيء؛ لذا ينبغي ألا نحدث بها غيرنا إن كانت رؤيا سيئة.
اقرأ المزيد عن: أشهر 5 أحلام مزعجة وتفسيراتها
هل تفسير الحلم من النت حرام
من الجدير بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى آداب تفسير الرؤى في أكثر من موضع ولكن فيما يخص تفسير الحلم من النت فإليكم التالي:
- لقد نهى الكثير من العلماء عن تفسير الحلم من النت، وذلك لأن تفسير الاحلام يختلف باختلاف حالة الرائي.
- لا يمكن تفسير الاحلام للرجل بنفس تفسيرها للمرأة وكذلك المتزوجة يختلف تفسير الاحلام لها عن العزباء والمطلقة والأرملة وهكذا.
- يجب علينا عند الحاجة إلى تفسير الاحلام أن نتحرى شخص ذات ثقة من العلماء المعروف عنهم الصدق في التأويل والتعبير.
- معظم المواقع التي تخص تفسير الاحلام على الإنترنت ليست صادقة على الإطلاق وقد يكون تفسيرها بمثابة ضرر وأذى لك.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت ولا تقصها إلا على وادٍ أو ذي رأي) رواه أبو داود وصححه الألباني.
- في ذلك الأمر قال العالم ابن الجوزي في كتابه (كشف المشكل من حديث الصحيحين): لم يرد بقوله: فإذا عبرت وقعت. أن كل من عبرها وقعت، وإنما أراد بذلك العالم بها، المصيب، الموفق، لا الجاهل، ولا أراد أن كل رؤيا تعبر؛ لأن أكثرها أضغاث.
- كل هذا يؤكد أننا يجب أن نتحرى الدقة عند البحث عن مفسر أحلام ذات مصداقية في ذلك حتى لا يتحقق ما يلفظ به من تفسير وقد يكون هذا التفسير خاطئ.
- يعد ذلك أيضًا من آداب الرؤي وتفسير الأحلام التي حدثنا بها النبي صلى الله عليه وسلم.
هل تفسير الأحلام شرك بالله
لا يمكننا الجزم بأن أمر تفسير الاحلام حرام ولكن علينا أن نبحث عمن يملك آداب الرؤي وتفسير الأحلام عند الحاجة إلى تفسير المنام وإليكم أبرز آداب تفسير الأحلام فيما يلي:
- يجب أن يكون مفسر الأحلام دارس لهذا المجال متقن له ودقيق في تفاصيله بشكل عام وذلك أهم آداب تفسير الرؤى.
- على مفسر الأحلام أن يكون على دراية تامة بكل رموز ودلالات الأحلام بشكل عام.
- من الجيد أن يكون المعبر من الأشخاص المعروف عنهم الصدق والثقة في القول والفعل لكي يعبر المنام بصدق.
- من آداب تفسير الرؤى أن يعرف المعبر من الرائي حالته الاجتماعية وسنه وحالته النفسية وغير ذلك من الأمور التي تخص تفسير الأحلام بصورة شاملة.
- يفضل ألا يروي المعبر أحلام الأشخاص على غيرهم ولا يفشي ذلك بين الآخرين، لأن ذلك يعد بمثابة سر عنده يجب ألا يطلع عليه أحد.
- يجب أن يتسم الرائي بالتأني والتريث أثناء تفسير أي حلم ويفكر جيدًا للحصول على تفسير صحيح لما رواه الرائي وهو من آداب تفسير الرؤى.
تفسير الأحلام من القرآن
لك أن تعرف أن تفسير الرؤى أمر غير محرم ولم ينهانا النبي صلى الله عليه وسلم عنه ولم يرد أيضًا في القرآن ما يخص ذلك، وإليكم ما يخص ذلك من القرآن:
- لقد ذكر القرآن الكريم في مواضع عديدة تفسيرات للأحلام والمنامات ولعل أبرزها ما رآه يوسف الصديق في منامه ورواه على والده.
- كما أن تفسير يوسف الصديق لما رآه الملك في المنام تم ذكره في القرآن الكريم أيضًا.
- هناك العديد من الدلالات التي يمكننا من خلالها فك رموز أي منام ومعرفة ما يقصده أو يشير إليه ولعل أبرز تلك الرموز ما يلي:
- قوله تعالى: ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزنًا) يشير ذلك إلى أن الرضيع بمثابة حزن وعدو للرائي أو صاحب المنام.
- كما يشير الرماد إلى العمل الباطل وذلك لما ورد في قوله تعالى: (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد).
- على أي حال يجب علينا أن نلتزم بآداب تفسير الرؤى والتي من أبرزها تفسير الرؤى من القرآن الكريم وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسير للأحلام.
من الجيد أن نتبع آداب الرؤي وتفسير الأحلام كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم وكما ورد في القرآن الكريم، لعل أبرز ما يظهر جليًا في القرآن الكريم عندما سرد سيدنا يوسف الصديق رؤياه على أبيه فقال له لا تقصص رؤياك على إخوتك حتى لا يكيدوا بك، فالأصل هنا في ذكر الرؤيا الصالحة أن يكون المستمع محب للرائي ويفضل له وقوع الخير عن الشر، ونؤكد بشكل قاطع أنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى ولا يوجد علم خصه الله تبارك وتعالى بتفسير الاحلام وإنما هي مجرد اجتهادات بشرية فقط.
